كتاب استجواب الرئيس هو واحد من الكتب الأكثر إثارة للجدل في التاريخ الأمريكي. يعد الكتاب سيرة ذاتية لجون دينفورد، الذي كان محققًا في فضيحة ووترجيت التي أدت إلى استقالة جون نكسون من رئاسة الولايات المتحدة. يروي الكتاب الأحداث التي جرت خلال التحقيقات والمحاكمات، ويكشف عن كواليس تسجيلات ووترجيت والتي كانت العلنية الأولى في تاريخ الرئاسة الأمريكية.
يصف دينفورد تجربته بالتحقيق مع نكسون ومسؤولي البيت الأبيض بصفتهم شهودًا في القضية، وكيف كانت تحقيقاته وجلسات استجوابه تلقائية ومتفائلة بالفوز في القضية، لكنهم وجدوا أنفسهم يواجهون مقاومة شديدة من البيت الأبيض ومحاميهم. وفي نهاية المطاف، انتهت القضية بتسوية قضائية بين الأطراف المتنازعة، وقد ساهمت في إنهاء ولاية نكسون الرئاسية.
ومن بين الأسئلة التي تثيرها الكتاب، ما إذا كان نكسون يعلم بالاعتداء على فريق حملة الحزب الديمقراطي في فندق ووترجيت، وما هي الأدلة التي تم جمعها ضد نكسون؟ وكيف استخدم دينفورد القانون للحصول على الأدلة التي كانت تؤكد ضلوع الرئيس الأمريكي في الاعتداء على فريق حملة الحزب الديمقراطي؟
ويعتبر الكتاب مصدرًا هامًا لفهم تاريخ الولايات المتحدة والعمليات السياسية والقضائية التي شكلت تاريخ البلاد. كما أنه يسلط الضوء على سياسات الفساد والانتهاكات التي تمارسها الحكومات وكيف يمكن للمحققين والصحفيين وغيرهم من المدافعين عن الحقوق أن يتحققوا من الحقيقة ويواجهوا الفساد.
ويسلط الكتاب الضوء على الأسئلة الهامة التي تتعلق بالديمقراطية وحقوق الإنسان في الولايات المتحدة. وكيف أن السلطة والسلطة التنفيذية يجب أن تحترم حقوق المواطنين وتحترم القانون. ويعتبر الكتاب من الكتب الهامة لمن يهتم بالسياسة والحكومة والقضاء، وكذلك لمن يريد فهم أساليب التحقيق والاستجواب.
ولا يزال كتاب “استجواب الرئيس” موضع جدل حتى اليوم، حيث يعتبر البعض أن دينفورد قد أساء التعامل مع نكسون ومسؤولي البيت الأبيض، في حين يرون آخرون أن دينفورد كان يسعى إلى تحقيق العدالة وتطبيق القانون.
ويمثل الكتاب بمثابة وثيقة تاريخية هامة للتحقيقات الجنائية في الولايات المتحدة، ويعطي الكتاب فرصة للقراء لفهم التحقيقات الجنائية وأساليب الاستجواب والتحقق، وكيفية تطبيق القانون في مثل هذه القضايا المعقدة.
ومن الجدير بالذكر أن الكتاب تم تحويله إلى فيلم وثائقي عام 2013 بعنوان “المحققون: استجواب الرئيس”، والذي يستند إلى الكتاب ويسلط الضوء على أحداث التحقيقات والمحاكمات التي أدت إلى استقالة نكسون.
